❗️sadawilaya❗
النائب السابق د نزيه منصور
حكم حافظ الأسد سوريا بانقلاب عسكري في شهر تشرين الثاني ١٩٧٠ باسم حزب البعث العربي الاشتراكي حتى لحظة وفاته في ١٠ حزيران ٢٠٠٠، ومن ثم ابنه بشار في ١٧ تموز ٢٠٠٠، واستمر حتى ٨ كانون الأول ٢٠٢٤، فتكون مدة حكم الأب والابن ٥٤ سنة متواصلة. بنى النظام السوري في عهد الأب والابن علاقات استراتيجية مع الاتحاد السوفياتي سياسياً وعسكرياً بموجب اتفاقيات ومعاهدات، منحت موسكو قواعد عسكرية في كل من مينائي طرطوس واللاذقية وأشهر قاعدة حميميم والتي تعتبر موطئ قدم على المياه الدافئة على البحر المتوسط، وهذا ما أوصى به كبار القياصرة بأن تبقى لروسيا موقع قدم على المياه الدافئة...!
ها هو الجولاني يحل ضيفاً درجة ممتازة على بلاد القياصرة بكامل أناقته بصفة رئيس، ويجلس وجهاً لوجه مع بوتين ثعلب روسيا الاتحادية، الذي اعتمد قاعدة: العلاقات بين الدول مصالح وليست مبادئ وقيم...!
ما يثير الدهشة، أن سيد دمشق سبق والتقى الرئيس الأميركي في الرياض ونال البراءة والربط على الكتف بحضور بن سلمان ورفع هيئة تحرير الشام عن اللائحة السوداء الأميركية والمصنفة إرهابية، وما يلفت النظر هذا التدرج السريع، ففي أقل من عشرة أشهر، أبو محمد الجولاني يصل إلى أعالي القمم ويتحوّل إلى الرئيس السوري أحمد الشرع ويُحتضن من النقيضين ترامب وبوتين في ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ السياسة الدولية: رئيس هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني مطلوب من الأميركان والروس، وبسحر ساحر أحمد الشرع رئيساً من دون ضربة كف وبشار لاجئ سياسي....!
أحمد الشرع إلى قمة الرؤساء بوتين وترامب...!
ينهض مما تقدم أن:
١- العلاقات الدولية بين الدول تُبنى على المصالح
٢- حليف اليوم قد يكون خصم الغد والعكس صحيح
٣- ضحايا المصالح الدولية هم الشعوب
٤- القانون الدولي في خدمة الأقوياء
وعليه تثار تساؤلات عدة منها:
١- ما سر الجولاني في هذا الصعود غير المسبوق
٢- هل نال الشرع موافقة الأميركان للذهاب إلى موسكو؟
٣- هل صحيح أنه يلي بيطلع بسرعة ما بطوّل؟
٤- هل تمارس سوريا الآن سيادتها واستقلالها بكل حرية؟